اختتمت مراسیم الاعتکاف المعنویه مساء الیوم الخمیس الموافق ۱۵ رجب الأصب لعام ۱۴۴۶ هـ بالتزامن مع أذان المغرب، وأنهى المعتکفین بعد ثلاثه أیام من الدعاء والتضرع والابتهال إلى الله، والصیام اعتکافهم فی المساجد الإیرانیه وسائر أرجاء العالم.
وشکر المقر المرکزی للاعتکاف فی البلاد فی بیان صدر عنه القائمین على هذه المراسیم الکبرى، وأعرب عن أمل أن تصبح الأخلاق والمعنویه عنوانا یقتدی به جمیع المجتمعات البشریه، کی یتم تحقیق عالم ملیء بالعدل، وخالی من الظلم والاستکبار، ویسوده حکم التوحید فی مسار المهمه العالمیه للإمام الحجه (عجل الله تعالى فرجه الشریف).
النص الکامل للبیان على ما یلی:
الحمد لله رب العالمین الذی وفقنا مره أخرى، أن نقضى لحظات ملیئه بالمعنویه والإخلاص فی الأنس مع المعبود. فی الإیام المبارکه للاعتکاف فی شهر رجب توجهنا إلى الساحه الإلهیه بقلوب مطمئنه وأرواح ملیئه بالأنوار الإلهیه حتى ننتهل من عذب المعرفه بعیدین کل البعد عن ضوضاء هذه الدنیا الدنیه. إن الاعتکاف لا تعد عباده فردیه فحسب، بل هی حرکه جماعیه تکشف أنّه کیف یمکن أن یتحول الإیمان الدینی إلى عمل صالح اجتماعی ونحن متجهین إلى الباری تبارک وتعالى، والآن وبعد أن الانتهاء من هذا الحدث العظیم المعنوی فی البلاد، نرید أن نسلط الضوء على معطیات هذه الحرکه الإیمانیه وذلک ببیان شامل، لنقدم لعامه الناس الرساله المعنویه والأخلاقیه من المساجد التی أقیم فیها الاعتکاف.
إنّ الاعتکاف فرصه لتهذیب النفس من خلال الاعتزال والتفکر ومراجعه النفس؛ لنربط روحنا مع المعنویه والأخلاق الإلهیه، ففی هذه الأیام ونظرا إلى تزکیه النفس وتهذیبها بتلاوه القرآن، والدعاء والمناجاه مع الله وصلنا إلى أعماق وجودنا، وأدرکنا أن المعنویه التوحیدیه هی الطریق الوحید لإنقاذ البشر من الأزمات الأخلاقیه والنفسیه.
کما تم الإعلان عن شعار الاعتکاف لهذا العام وهو “اعتکاف المعنویه والمقاومه”، فإنّ العباده الشامله للاعتکاف تعد ساحه لتربیه الرجال المقاومین ذوی العزم الراسخ والمجاهدین فی سبیل الله، والاعتکاف أیضا رمز للمقاومه أمام هوى النفس والنزعات الدنیویه. فی هذه الأیام من خلال الابتعاد من اللذات والانشغالات المادیه تعلمنا کیف بالاعتماد على الإیمان والعزم أن نسلک طریق الحق، وفی الیوم الأخیر للاعتکاف شاهد الجمیع أن صبر أهالی غزه ومقاومتهم وصمودهم أمام الظلم والاستکبار کیف أجبر الکیان الصهیونی أن ینسحب، ویجلب العزه والنصر للشعب الفلسطینی وأهالی غزه.
إن هذه الفتره المعنویه تعد فرصه لنفکر فی الاضطهادات والظلامات، کی نتعلم الصمود أمام الظلم والاضطهاد، وإننا على یقین من أنه بالاستعانه بالله تعالى والتوکل علیه نتمکن مقارعه أی ظلم واضطهاد، وننتصر علیه.
ومن أجمل مظاهر هذه المراسیم، هو الحضور الحماسی للناشئین والشباب الذین شارکوا بإیمان وعزم راسخ فی هذه الحرکه المعنویه. إن هذا الجیل بمشارکته الفعاله النابعه عن المسؤولیه أثبتوا أنهم یستطیعون أن یحملوا حقا القیم الدینیه والمعنویه، وأن یبطلوا الحسابات الخاطئه لأعداء الإسلام، وإن شاء الله سیکون هناک بشرى بمستقبل مشرق ومفعم بالأمل للشباب والناشئین.
إن الاعتکاف یذکّر هذه الحقیقه أنّه وفی ظل التوکل على الله والجهود الصادقه یمکن تحقیق أی أمل. إننا بالانتفاع من هذه العباده الصانعه للحضاره أصبحنا ملیئین بأمل وعزم راسخ لنمضی قدما فی مسار الخدمه إلى المجتمع وتحقیق المبادئه السامیه. إن توجیهات قائد الثوره الإسلامیه الإمام الخامنئی (دام ظله الوارف) والروح الرفیعه للمجاهد الکبیر الشهید السید حسن نصر الله (أعلى الله مقامه) هو حافزنا وملهمنا هذا الدرس القیم حتى نواصل مقارعه الظلم والاستکبار بعزم راسخ ومعنویات عالیه، ویجب علینا أن نستفید من تعالیمهما فی حیاتنا الفردیه والاجتماعیه.
وفی الختام نقدم الشکر الجزیل إلى جمیع المجموعات الشعبیه، والمساجد، والمتبرعین والمؤسسات الثقافیه والتنفیذیه فی البلاد التی بذلت نهایه مجهودها على إقامه هذه العباده الشامله للاعتکاف. على أمل أن تصبح الأخلاق والمعنویه عنوانا یقتدی به جمیع المجتمعات البشریه، کی یتم تحقیق عالم ملیء بالعدل، وخالی من الظلم والاستکبار، ویسوده حکم التوحید فی مسار المهمه العالمیه للإمام الحجه (عجل الله تعالى فرجه الشریف).
والسلام علیکم ورحمه الله وبرکاته
رجب الأصب ۱۴۴۶ هـ
المقر المرکزی للاعتکاف
ثبت دیدگاه